مرحبـــا

طقس دلهي

32°

تقــارير خـــاصـــة

الهند
في الإعلام العربي

الأخبار | 2 January 2019

من حقيبتي .. العمر بين عام مضَى وعــــام أتَى

مبارك بن إبراهيم الكواري

في بداية السنة الجديدة يتغير رقم واحد في العدد وفي زيادة لكنه يمثل في الحقيقة نقصان وخسارة 365 يوماً وربع اليوم مما قدره لنا المولى سبحانه لنا في عمرنا ومن حياتنا الدنيا كما قال أحمد شوقي:

دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلة ٌ له:

إنَّ الحياةَ دقائقٌ وثواني

فارفع لنفسك بعدَ موتكَ ذكرها

فالذكرُ للإنسان عُمرٌ ثاني

الإحساس بالعمر غالباً لا يكون إلا إذا بلغ الإنسان فوق الخمسين سنة عندما يشاهد أبناءه كبروا ولربما أصبح يلتف حوله أحباؤه من الأحفاد، هذا الإحساس لم يكن في الصغر فنحن كنا مشغولين بحياة بسيطة نملؤها باللعب، والوالدان هما من يهتم كم مضى من عمرنا، فجأة يخبروننا أنه صار العمر ست سنوات وبدأ الالتزام الأول الاستيقاظ مبكراً والذهاب للمدرسة، وتتوالى الزيادة في المسؤولية مع زيادة العمر، ولكنه يمضي بدون ذلك الإحساس الغريب في أنك تفقد عمرك وسنوات حياتك، قبل أربع سنوات كان لي موعد لمعاملة ما في سنة 2019، في ذلك الوقت تصورت هذا الموعد بعيداً جداً، واليوم وصلنا 2019 فإذا بالأربع سنوات الماضية هي في تصوري الآن فترة قصيرة جداً، ويالها من مفارقة بين الشعورين، هذا هو واقع ارتباطنا بالإحساس بالسنين التي تمضي من أعمارنا، وما يعدنا الشيطان من آمال مزورة إلا غروراً، فلا عزاء لمن يبطش ويخاصم وينسى حقيقة العمر وتقادم الزمن، ثم يصحو على سنين مرت وقد سرى الضعف في مفاصله، فيتذكر وأنى له الذكرى، لو تفحصنا أيام السنة الماضية لن نتذكر أغلب ما فعلناه وما كتبه علينا الملكان من خير أو شر طوال أيام العام، احتفال السنة الجديدة يجب أن يصحبه حساب إرث السنة الماضية ومع ما نود أن نخفيه من زيادة في الشيب الأبيض يجب أن نتذكر ما المفروض عمله لنسعد به لاحقاً، فالعمر يمر مر السحاب ونحن نحسبه ساكناً، حاول أن تترك في كل يوم عملاً صالحاً يتذكرك الناس به، حتى ولو بابتسامة في وجه أخيك المسلم، هي لا تكلفك شيئاً، لكنها ستكون صدقة أجرها يفيدك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

 المصدر: نقلا عن صحيفة الوطن.

أخبار الصحف الهندية