مرحبـــا

طقس دلهي

30°

تقــارير خـــاصـــة

الهند
في الإعلام العربي

الأخبار | 29 May 2017

الهنــد.. مـوقـف ثابت فـي تأييد الفلسطينيين  

د. ذكر الرحمن

لطالما كانت الهند الدولة الداعمة التقليدية لفلسطين والفلسطينيين منذ ما قبل استقلالها عن بريطانيا. وكان «المهاتما غاندي» الذي يعد «أبا الهند»، على الرغم من الضغوط السياسية الكبيرة التي تعرض لها من أصدقائه اليهود منذ فترة النضال التي خاضها من مكان إقامته في دولة جنوب أفريقيا، لا يتوقف عن دعم الحقوق المشروعة للفلسطينيين، وهو الذي أطلق تصريحه الشهير: «فلسطين للفلسطينيين، وفق نفس المفهوم الذي يؤكد أن إنجلترا للإنجليز وفرنسا للفرنسيين»، وبقيت هذه المقولة جزءاً لا يتجزأ من السياسة الهندية.

وكان للقضية الفلسطينية صداها القوي في جميع الدول التي كانت تكافح ضد القوى الاستعمارية الغربية، وكان الهنود ينظرون عادة إلى رئيس الوزراء الراحل «جواهر لال نهرو»، باعتباره الرجل الذي يقود طموحاتهم للتخلص من التركة الاستعمارية.

وعلى رغم أن الهند اعترفت بدولة إسرائيل عند تأسيسها، بعد أن اعترفت بها الأمم المتحدة ذاتها، وأصبحت عضواً في العديد من المنظمات الدولية، فإنها لم تحاول إقامة أي علاقات دبلوماسية مع تل أبيب خلال بضعة عقود.

وأدى النشاط المتزايد لحركات الاستقلال وتأسيس حركة دول عدم الانحياز إلى تمتين الروابط بين الهند والعالم العربي، وخاصة بسبب علاقة الصداقة القوية التي ربطت بين نهرو وجمال عبدالناصر، ومنذ ذلك الوقت زاد تعاطف الهند مع الحقوق المشروعة للفلسطينيين، وحقهم في تأسيس دولتهم المستقلة. وأصبح الدعم المتواصل للفلسطينيين جزءاً من السياسة الخارجية للهند بغض النظر عن الحزب السياسي الذي يتسلم السلطة. وشهدت العلاقات الهندية الفلسطينية عهداً من الازدهار في عقدي السبعينيات والثمانينيات، عندما أصبحت أنديرا غاندي، ومن بعدها ابنها راجيف غاندي رئيسين لوزراء الهند.

وكثيراً ما كانت أنديرا غاندي تحظى بلقب «الأخت» من طرف الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وكانت في المقابل تعتبره «أخاً» لها. واعترفت الهند رسمياً بدولة فلسطين، عقب إعلان منظمة التحرير الفلسطينية عن تأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة العام 1988، فضلاً عن العلاقات القوية التي ربطت الهند بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني منذ العام 1974.

وبعد التوقيع على اتفاقية أوسلو العام 1994 واعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بدولة إسرائيل، وبسبب الضرورات السياسية والاستراتيجية التي أعقبت نهاية الحقبة السوفييتية، قررت الهند إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وكان تحسن العلاقات الهندية الإسرائيلية منذ ذلك الوقت يتركز على التعاون المشترك في مكافحة الإرهاب، وشراء المعدات والأجهزة الدفاعية وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وأيضاً في الاستفادة من التكنولوجيات الزراعية الإسرائيلية، إلا أن هذا التعاون لم يكن على الإطلاق سبباً في تراجع الدعم الذي تقدمه الهند للفلسطينيين في إطار سعيهم لتأسيس دولتهم المستقلة. وتقدم الهند مساعدات بملايين الدولارات لبناء المؤسسات الفلسطينية داخل وخارج الأراضي المحتلة.

وخلال السنوات الثلاث الماضية، ومنذ وصول حزب «بهاراتيا جاناتا» إلى السلطة بقيادة رئيس الوزراء «ناريندرا مودي»، تم تنظيم زيارات على مستوى عالٍ إلى رام الله، حيث قام رئيس جمهورية الهند «براناب موكارجي» بأول زيارة يقوم بها رئيس هندي إلىهذه المنطقة. ولم يفوت الرئيس الهندي الفرصة ليعرب للجانب الفلسطيني عن تأييده الكامل والمطلق لحق الفلسطينيين في استعادة أراضيهم المحتلة.

وبعد كل هذه المواقف الإيجابية، وعندما وصل الرئيس محمود عباس إلى نيودلهي الأسبوع الماضي في زيارة هي الخامسة من نوعها منذ العام 2005، أعاد رئيس الوزراء «مودي» التأكيد على أن العلاقات بين الهند وفلسطين مبنية على أساس التضامن الدائم والعلاقة التي لا تنفصم منذ أيام كفاح الهند لنيل استقلالها. وأكد «مودي» تأييده حل الدولتين، وعبّر عن دعمهاللدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة.

وبما أن رئيس الوزراء الهندي سيقوم بزيارة لإسرائيل في شهر يوليو من العام الجاري للاحتفال بذكرى مرور 25 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، فقد تطرق عباس خلال زيارته لنيودلهي إلى دور الهند في إعادة إحياء جهود إحلال السلام. ويمكن لهذا الدور أن يساعد على دعم «مبادرة السلام العربية» التي سبق أن اقترحها المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز العام 2002 وتم اعتمادها باعتبارها تمثل الخطة العربية خلال مؤتمر القمة العربية الذي نظم في لبنان في ذلك العام.

نقلا عن الاتحاد

أخبار الصحف الهندية