مرحبـــا

طقس دلهي

26°

تقــارير خـــاصـــة

الهند
في الإعلام العربي

الأخبار | 29 September 2017

أجنـــدة ماتيس في الهنـــد

      هارش في بانت

يقوم وزير الدفاع الأميركي «جيمس ماتيس» بأول زيارة رسمية له إلى الهند كعضو في إدارة ترامب. وقد أكد البنتاجون أن «الوزير سيؤكد على أن الولايات المتحدة تعتبر الهند شريكاً ذا قوة ونفوذ، في ظل مصالح واسعة متبادلة تمتد إلى ما بعد جنوب آسيا»، و«سيعرب أيضاً عن تقدير الولايات المتحدة لمساهمات الهند المهمة فيما يتعلق بتحقيق الديمقراطية والاستقرار والازدهار والأمن في أفغانستان».

ويعد بيان البنتاجون انعكاساً واضحاً للكيفية التي تغيرت بها وجهات نظر أميركا بشكل كبير فيما يتعلق بدور الهند في أفغانستان. منذ فترة، كانت واشنطن لا تحبذ أن تلعب الهند دوراً بارزاً في أفغانستان خوفاً من الإساءة إلى باكستان. بيد أن انخراط الهند في أفغانستان نما على الرغم من أن هذا ضد رغبة أميركا. ولكن بينما برزت الهند كلاعب اقتصادي خطير في أفغانستان واستمرت باكستان في أنشطتها لزعزعة الاستقرار، أدركت واشنطن أن دور الهند في أفغانستان هو دور إيجابي بحت. ومع الإعلان عن سياستها الجديدة في أفغانستان، طلبت إدارة ترامب من الهند بذل المزيد من الجهد لمساعدة أفغانستان على تلبية احتياجاتها التنموية. يعد تواصل ترامب مع الهند جزءاً مهماً من مشاركته في المنطقة، حيث يرى أن «جزءاً حاسماً» من سياسة إدارته بالنسبة لجنوب آسيا يتمثل في تطوير الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والهند. وقال ترامب: «إننا نقدر مساهمات الهند المهمة لتحقيق الاستقرار في أفغانستان، لكن الهند تصنع المليارات من الدولارات من التجارة مع الولايات المتحدة، ونحن نريدها أن تساعد أفغانستان بشكل أكبر، لا سيما في مجال التنمية الاقتصادية». وسيجري ترامب مباحثات في الهند حول كيفية تضافر الجهود الأميركية والهندية لتحقيق الاستقرار في أفغانستان. وتتزامن زيارة «ماتيس» مع إقامة معرض التجارة والاستثمار الهندي – الأفغاني، الذي سهلت تنظيمه وزارة الشؤون الخارجية الهندية بالتعاون مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

وفي الوقت ذاته، فقد عززت نيودلهي مشاركتها في كابول بخطط لتدريب ضباط الشرطة والجنود الأفغان. وترمي أجندة الهند إلى بناء قدرات قوات الأمن الأفغانية، وتمكينها لخوص معاركها بشكل أكثر فاعلية. وهذا يتماشى مع متطلبات الحكومة الأفغانية وكذلك المجتمع الدولي. وقد قررت الهند أن تتولى 116 «مشروعاً تنموياً مجتمعياً مؤثراً» في 31 مقاطعة في أفغانستان.

والعنصر الآخر من زيارة ماتيس يتمثل في المشاركة الدفاعية بين الهند والولايات المتحدة، حيث شهدت علاقات الدفاع نمواً سريعاً بينهما. وكانت واحدة من أهم العوامل التي تدفع هذه العلاقة. وقد مرر الكونجرس تعديلاً في ديسمبر 2016 بعنوان «تعزيز التعاون الدفاعي والأمني مع الهند»، والذي منح الهند وضع «شريك دفاعي رئيسي»، وهو الوصف الذي أكدت عليه إدارة ترامب خلال زيارة رئيس الوزراء «ناريندرا مودي» إلى الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام. تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تقوم بالفعل بالحد الأقصى من المناورات الثنائية مع الهند، بما في ذلك سلسلة مالابار، والتي اتخذت الآن هيكلاً ثلاثياً بعد أن أصبحت اليابان مدعواً دائماً. وتظل المبادرة الطموح لتكنولوجيا الدفاع والتجارة هي المنصة الأساسية لرفع مستوى العلاقات الهندية – الأميركية من مشاركة بين مشترٍ وبائع إلى نموذج للشراكة، والعمل على تطوير وإنتاج تكنولوجيات الدفاع الأساسية.

ومن ناحية أخرى، فإن إدارة ترامب مهتمة ببيع الطائرات الأميركية المقاتلة إف-18 وإف-16 للهند. وقد عرضت الشركتان الأميركيتان «بوينج» و«لوكهيد مارتن» تجميع هذه الطائرات في الهند في إطار حملة «اصنع في الهند»، التي أطلقها «مودي». وربما كان الأكثر إثارة للاهتمام هو أن صفقة بيع 22 من نظم «سي جارديان» الجوية من دون طيار ستكون مطروحة على أجندة مباحثات «ماتيس»، ومن المرجح أن تصل قيمة الصفقة إلى ملياري دولار، وقد تم الإعلان عنها أثناء زيارة «مودي» إلى الولايات المتحدة هذا العام. وبهذا يكون الأسطول الهندي قد حصل على أحدث طائرة استطلاع بحرية من دون طيار، ما يعزز نظام المراقبة البحرية في البلاد.

نقلا عن الاتحاد

أخبار الصحف الهندية