مرحبـــا

طقس دلهي

32°

تقــارير خـــاصـــة

الهند
في الإعلام العربي

الأخبار | 8 June 2018

نيودلهي.. عاصمة الإسلام في الهند

هبة البيه

«دهلي» أو «نيودلهي» عاصمة الهند اليوم، وعاصمة المسلمين بالأمس، ما زالت تفخر بماضيها الإسلامي العريق، الهند واحدةٌ من البلدان التي خَضَعت لسلطان المسلمين سبعة قرون متتالية، عاشت خلالَها في أمن وأمان، شَهِد لها الرَّحَّالة الأوروبيُّون قبل المسلمين، وتعتبر مدينة دهلي عاصمة الحكم الإسلامي، وهي المعروفة في الكتابات العربية «دلهي»، والمعروفة حاليًّا بـ»نيودلهي» عاصمة دولة الهند، فهي مدينة إسلامية، اتخذها المسلمون عاصمةً لدولتهم منذ وطؤوا تلك البلاد، وظلَّت كذلك حتى نهاية دولتهم.

اختار المسلمون مدينة «دهلي» على الضفة اليُمنَى من نهر «جمنه»، وهو أحد فروع نهر «الجانج»، واتخذوها قاعدةً لهم، وحاضرة لدولتهم، وكانت من قبلُ قريةً مجهولة، وعندما استقر الحكام المسلمون في الهند في عهد المماليك الغُورِية في أوائل القرن السابع الهجري، اتخذوا «دهلي» عاصمة لهم.

أما المنارة التي تسمَّى باسم «قطب منار» نسبة إلى قطب الدين أيبك، من العجائب البديعة التي مزجت بين الفن الإسلامي والفن الهندي، وهي من روائع العمائر الإسلامية في الهند، ويجاور المنارة برج النصر الذي يرتفع 258 قدمًا.

وكانت «منارة قطب الدين» هي أول منارة تقام في «دهلي» على مسجد يسمَّى باسم «مسجد قطب الإسلام»، وهذا المسجد به العديد من الفنون الإسلامية التي أضيفت إليه في السنوات التالية.

ومدينة «دهلي» الإسلامية تتكوَّن من سبع مدنٍ: أقدمها: المدينة المعروفة بـ «دهلي»، ثانيها: مدينة «سيري»، التي بناها السلطان علاء الدين خلجي في أوائل القرن الثامن الهجري، وثالثها: المدينة المسمَّاة باسم «جهان بناه»؛ أي: مَلاذ العالَم، ورابعها: مدينة «تغلق آباد»، التي بناها السلطان «تغلق شاه»، والخامسة: هي مدينة «فيروز آباد»، التي بناها السلطان «فيروز شاه»، والسادسة: هي مدينة «أجره»، التي اتخذها السلطان «بابر شاه» و»همايون شاه» عاصمة لهما، والمدينة السابعة: هي «شاهجان آباد».

ومدينة «دهلي» تكاد تَنطِق بإسلامية آثارها، ويكادُ يَنطِق كلُّ حجر في عمائرها معبرًا عن قدرة وعظمة المسلمين، ففي كل شبرٍ من المدينة الضخمة نرى الآثار الإسلامية؛ من قصورٍ، ومساجدَ، وقلاعٍ، ومدارس، وأضرحةٍ؛ ففيها: مسجد «خركي» المسقوف بأكمله على شاكلة مساجد قرطبة، والمسجد الجامع الذي بناه «تيمور لنك»، ومسجد «موتى»، الذي يعد من أعظم المساجد في المدينة، والمسجد الجامع الذي بناه «شاهجان»، ويعد آية من آيات الفن المعماري الإسلامي.

بالإضافة إلى المساجد التي ما زالت أطلالها باقية حتى اليوم، كانت هناك القصور، والقلاع، والحصون، وأهمها: «قصرُ القلعة الحمراء» الذي أنشأه «شاهجهان»، و»قصر الحصن»، و»قصور فيروز شاه»، و»آل لودي».

ومن الآثار الإسلامية في «دهلي» قاعة الموسيقا «نقار خانه»، والديوان العام، والديوان الخاص، والأسوار التي أقيمت حول المدينة في عصور مختلفة.

لقد استمرَّ المسلمون يوسِّعون في مدينة «دهلي» حتى أواخر القرن السابع عشر الميلادي (الحادي عشر الهجري)؛ حيث أنشأ السلطان «أورانكزيب» بعض القصور والمساجد.

تاج محل

وتعدُّ مقبرةُ «تاج محل»، التي بناها السلطان «شاهجان» لزوجته «ممتاز محل» واحدةً من عجائب الدنيا السبع، والتي ما زالت شامخة حتى الآن في مدينة «أجرا» «بدهلي»؛ لتعبر عن أصالةِ الفنِّ والمعمار الإسلامي في الهند.

إن «تاج محل» ليست إلا واحدةً من آلافِ الآثار الإسلامية الراقية، ولعلها واحدةٌ من الآثار التي نالت الاهتمام بين الآلاف من التحف المعمارية الإسلامية في الهند التي تعاني من الإهمال والتعدي.

نقلا عن الرأية .

أخبار الصحف الهندية