مرحبـــا

طقس دلهي

35°

تقــارير خـــاصـــة

الهند
في الإعلام العربي

الأخبار | 21 August 2021

اتفاقات أبراهام بمثابة جسر للهند في التواصل مع غرب آسيا

بقلم : كبير تانيجا

تعريب وتلخيص: أشرف أخلاق

 كتب الباحث كبير تانيجا مقالا بعنوان (The Abraham Accords as India’s West Asia Bridge) نشرته صحيفة دي هندو اليومية أخيرا، وفيما يلي مفاده باللغة العربية.

 

توقيع هذه الاتفاقات ساعد الهند في إزالة العقبات الاستراتيجية وتعزيز إمكانية التعاون الدفاعي

توفر الزيارة التي قام بها قائد القوات الجوية الهندية المارشال آر. كيه. بهاداوري إلى إسرائيل أخيرا، فرصة لدراسة كيفية استفادة نيودلهي من صفقة “اتفاق أبراهام” الموقعة في عام 2020م، بين إسرائيل ومجموعة من الدول العربية بقيادة الإمارات العربية المتحدة. ووفقا للتقارير، سيقوم فريق من القوات الجوية الهندية بزيارة لإسرائيل في شهر أكتوبر المقبل ليشارك في المناورات العسكرية متعددة الأطراف.

تعميق التعاون:

 في الأسبوع الذي قام فيه قائد القوات الجوية الهندية بزيارة إلى إسرائيل، أجرت الهند مناورات “زايد تالوار” البحرية مع الإمارات قبالة ساحل أبوظبي، مما يؤدي إلى تعميق التعاون الاستراتيجي سريع التطور بين البلدين.

زار قائد الجيش الهندي الجنرال/ أيم. نارافاني كلا من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في ديسمبر 2020م، ليصبح القائد الأول في الجيش الهندي للقيام بذلك، وقام قائد القوات البحرية الهندية (السابق) الأدميرال سونيل لانبا بوضع الأساس لهذه الزيارات في عام 2017م، بما أنه قام بزيارة إلى الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، ووقعت الهند اتفاقية مع سلطنة عمان، للوصول إلى مرافق ميناء الدقم في السلطنة، بما في ذلك استخدام الحوض الجاف من قبل البحرية الهندية.

الأمثلة المذكورة أعلاه خير دليل على التطورات السريعة على جبهة الدفاع بين الهند ومنطقة غرب آسيا. وتوقيع الاتفاقيات أزال عقبة استراتيجية كبيرة بالنسبة للهند، وهي تمثلت في عملية إقامة توازن دقيق فيما يخص دور الهند في تعزيز العلاقات بين الخليج العربي وإسرائيل على مدى عقود من الزمن.

في حين يشهد الوضع الراهن تغيرا، من افتتاح إسرائيل بعثتها الدبلوماسية الأولى في أبو ظبي، وازدياد وتيرة الرحلات المباشرة، وترويج التجارة والسياحة بين البلدين خلال الأشهر القليلة الماضية، قد رحبت نيودلهي بتلك الاتفاقيات، مؤكدة على دعمها للآليات التي تعزز السلام والاستقرار في المنطقة .

وظلت الهند بصدد تعزيز التواجد الاستراتيجي في منطقة غرب آسيا منذ فترة، بدءًا من زيارة منخفضة المستوى نسبيا قامت بها القوات الجوية الهندية، إلى المملكة العربية السعودية في عام 2015، واستضافة السفن الحربية البحرية الإيرانية الزائرة في عام 2018م، والدفاع عن الممرات المائية الهامة داخل الخليج العربي والمناطق المجاورة وبحر العرب ومنطقة المحيط الهندي الممتدة (Indian Ocean Region) وكل ذلك يعتبر المحرك الأساسي فيما يخص التفكير الاستراتيجي للهند.

وخلال الآونة الأخيرة، إذ اندلعت التوترات بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة في منطقة الخليج العربي، نظمت البحرية الهندية عملية سانكلب(Sankalp)، حيث قامت السفن الحربية الهندية في يوم، بمواكبة وحماية حوالي 16 سفينة هندية حاملة الأعلام الهندية، وذلك نظراً لزيادة الهجمات السرية على السفن التجارية في المنطقة، وانتشار التوترات بين إيران وإسرائيل في أرجاء المنطقة.

وهذه الاتفاقيات، من وجهة نظر الإمارات العربية المتحدة، – إلى حد ما- كانت تتأكد ألا تصبح الإمارات ومراكزها التجارية الدولية مثل دبي وأبو ظبي، أهدافا بين إسرائيل وإيران، إلا أن الدول العربية كلها لم تكن مستعدة للتحولات الجيوسياسية التي دفعت إليها الاتفاقيات.

على الرغم من الجهود الكبيرة من جانب إسرائيل تحت رعاية رئيس الوزراء (السابق) بنيامين نتنياهو، حافظت المملكة العربية السعودية على مسافة من هذا الترتيب، إلا أنها أشادت بالاتفاقيات مؤخرا، مؤكدة في الوقت ذاته أن حل الدولة الفلسطينية يظل في مقدمة متطلباتها.

من الضروري أن نتذكر هنا أنه على الرغم من نجاحات الهند النادرة ولكن القابلة للجدل بمنظورسياسة”عدم الانحياز”في غرب آسيا، إنها اتخذت قرارات أحادية الجانب في الماضي، مثل تدريب القوات الجوية العراقية على طائرات ميغ في تكريت بين عام 1958م و 1989م، مع الحفاظ على العلاقات الطيبة مع الرئيس السابق صدام حسين، باعتبارها جزءا مهما من تفكير الهند بشأن أمن الطاقة.

والأساس المنطقي وراء مثل هذا التفكير منذ ذلك الوقت لم يشهد تغيراً حتى في عام 2021م، إذ لا تزال الهند تستورد أكثر من 80٪ من احتياجاتها النفطية السنوية، ولا يزال الكثير منها يأتي من موردين مثل العراق والمملكة العربية السعودية.

وستلعب إيران أيضا، كأحد شركاء الهند في “غرب آسيا”، دورا مهما في تواصل الهند مع المنطقة خلال الأشهر المقبلة مع تفاقم الأزمة في أفغانستان. حيث أن استخدام نيودلهي المجال الجوي والمرافق الإيرانية عند إجلاء موظفيها الدبلوماسيين من قندهار في يوليو 2021م، يشير إلى مستوى القواسم الاستراتيجية المشتركة في المنطقة والاهتمام ببعض القضايا المشتركة. وآخذا هذا في الاعتبار، ظلت مشاريع الاتصال مثل ميناء تشابهار ومشروع سكة حديد تشابهار زاهدان (لاتزال مناقشات المشروع جارية) ضمن المشاريع الأخرى، قضايا بالغة الأهمية.

ومن شأن الزيارات المتعددة الأخيرة التي قام بها كل من وزير الخارجية الهندي إيس جايشانكر، ووزير الدفاع راجناث سينغ، إلى إيران، وكذلك زيارة وزير الدفاع الإيراني العميد/ أمير حاتمي إلى الهند، أن تمثل التعاون الاستراتيجي المتعزز بين البلدين على الرغم من العقبات المتعددة التي شهدتها العلاقات الثنائية بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، والتوترات العامة بين إسرائيل والخليج وإيران عبر المعارك بالوكالة في مسارح مثل اليمن وسوريا وخارجها.

وبما أن الوجود الاستراتيجي للهند في غرب آسيا سينعكس على نموها الاقتصادي، وبالتعبية، الحصول على مكانة متزايدة الأهمية في النظام العالمي، يُتوقع أن تكون الهند أكثر حزما في مواقفها دبلوماسيا وعسكريا، في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومنطقة المحيط الهندي الهادئ، وفي وضع سياساتها الخارجية والاستراتيجية.

أخبار الصحف الهندية