مرحبـــا

طقس دلهي

29°

تقــارير خـــاصـــة

الهند
في الإعلام العربي

أخبــار من الصحف الهندية | 11 October 2017

صحيفة ميلينيوم بوست: المملكة العربية السعودية تميل نحو روسيا

تعريب: د. عظمت الله علي

فيما يلي مفاد كلمة صحيفة ميلينيوم بوست:

ذات يوم، حلت المملكة العربية السعودية كأداة للولايات المتحدة لتعطيل الاقتصاد الروسي من خلال خفص أسعار النفط بالعمد، والآن إنها تختار أمرا لا خيار فيه! وذلك بسبب نجاح موسكو في منع تغيير النظام في سوريا وارتباطها القوي بطهران، يبدو أن السعودية تميل نحو روسيا.

وبعد تكبد خسارة على جميع الجبهات من سوريا إلى اليمن وتقلص التحزب الإقليمي لإيران وتركيا، استسلمت الرياض الضعيفة والمعرضة، أخيرا إلى الشبح النهائي وهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقد تعاودت موسكو وواشنطن على عزل، حيث قد أدرك المستشارون السعوديون بأن الكرملين لن يتخلى عن علاقته الاستراتيجية مع إيران – إحدى النقاط الرئيسية في اندماج أوراسيا. وكجزء من مجموعة “أربعة زائد واحد” التي تتمثل في روسيا وسوريا وإيران والعراق بالإضافة إلى حزب الله، حافظت موسكو على تحالفها مع طهران. وهذا لم يمنع تقرب روسيا من العالم العربي بما في ذلك مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة وليبيا. ومن ناحية أخرى، تم إخطار موسكو بالدور السعودي المشكوك فيه فيما يخص تمويل الجماعات السلفية الجهادية داخل روسيا، سمحت للرياض بفرز انفصالها عن أحداث مثل صعود الجهادية في تتارستان والشيشان. وبدون إيلاء اهتمام كبير بالتحركات الإيرانية، تفهم روسيا – وهي المفاوض الرئيسي لخطة العمل الشاملة المشتركة – أن برنامج الصواريخ البالستية الإيرانية هو في الواقع الهدف الرئيسي لاتفاق ترامب حول صفقة إيران. وبما أن هذه الصواريخ تمثل في الواقع الردع ضد أي هجوم أمريكي محتمل، فقد أوضحت قوات الحرس الثوري الإسلامي في طهران أن برنامج القذائف لم يكن جزءا من خطة العمل الشاملة، فإنه سيظل نشطا.

وفي الوقت نفسه، وبعد إيران وتركيا – وقعت المملكة العربية السعودية أخيرا مذكرة التفاهم مع هيئة تصدير المعدات العسكرية الروسية لأجل شراء نظام الصواريخ من طراز (S-400)، ونظام كورنيت-إم، وتوس-1A، وأغس-30، إلى جانب سيارة كلاشنيكوف أيه كيه- 103 الجديدة. والآن على الرغم من أن العمليات الجيوسياسية والعمليات العسكرية في الشرق الأوسط تحتل الآن معظم العناوين، فإن التقارب السعودي الروسي سيكون له عواقب اقتصادية. وما زالت قيادة الرياض لمنظمة أوبك مستقرة، كما كانت على مدى السنوات القليلة الماضية. ونجحت المملكة العربية السعودية في انخفاض لأسعار النفط، ولكن هناك حاجة لبذل جهد أكبر بكثير لإعادة الأسعار إلى 60-75 دولارا للبرميل. ولقد كان دور روسيا كأكبر منتج، هام من خارج منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، مما لم يود إلى إقناع العديد من المنتجين الناشئين فقط وبل لأجل الضغط على حلفائها إيران وفنزويلا والجزائر أيضا.

ومن الجدير بالذكر أن التعاون التاريخي بين موسكو والرياض في مجال النفط والغاز لم يسبق له مثيل. وبدون دعم روسيا، كان من شأن الامتثال الشامل لاتفاق خفض إنتاج منظمة الأوبك أن يكون منخفضا جدا، مما أدى إلى انخفاض أسعار النفط. بيد أن التقارب بين السعودية وروسيا قد يعتبر تهديدا من جانب الغرب ومنظمة أوبك بنفسها. وقد تضاءل النفوذ الغربي في المنطقة منذ نهاية التسعينيات، لأن بلدان منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي تبتعد عن النفط. وكان على السعودية أن تجد أسواقا جديدة مثل الصين والهند. لأنه لم يعد المستقبل السعودي يعتمد على العملاء الغربيين أودعمهم، بل يمكن الاعتماد على آسيا والمناطق الناشئة الأخرى.

وبالنسبة لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، إن قضية الحب بين موسكو والرياض قد تشكل تهديدا. لأن طوال تاريخ منظمة الدول المصدرة للنفط يدل على أن الرياض كانت السمسار الرئيسي في مجال النفط، مما دفع استراتيجيات الأسعار والإنتاج إلى الأمام. في حين أن روسيا لديها خطوط أنابيب تمر بمعظم أوراسيا، وهناك قوة عظمى أخرى، الصين، إنها تقوم ببناء خطوط السكك الحديدية التي تربط جميع أوراسيا. ومع ذلك سيكون من المبكر تحديد المحور السعودي لروسيا كتحول القرن، فإنه بالتأكيد سيكون محول اللعبة. بيد أن زيارة سلمان لموسكو تعد وعدا من كلا البلدين بمواصلة اتفاقهما لخفض انتاج البترول. فيما أوضح بوتين أن الاتفاق على خفض إنتاج النفط لتعزيز الأسعار يمكن أن يمتد حتى نهاية عام 2018.

واصفا محادثاته مع الملك السعودي بجوهرية ومفيدة للغاية ومثقفة جدا، أعرب الرئيس بوتين عن أمله في التعاون بشأن الطاقة النووية واستكشاف الفضاء، جنبا إلى جنب مع صفقات البنية التحتية والأسلحة بين موسكو والرياض. وبما أن المملكة العربية السعودية تتجه نحو موسكو في حل الأزمة السورية، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو، ما هو مدى علاقتها بروسيا؟ في حين يهدف سلمان إلى تحول جيوسياسي في الشرق الأوسط، أصبح من الواضح الآن أن القادة السعوديين والروس قد قرروا تحويل تركيزهم نحو المصالح المشتركة. ومع ذلك، فإن إقبال الرئيس بوتين إيجابيا على العالم العربي، واضح الآن، مما أصبح نقطة محورية تهم الأنظمة العربية.

أخبار الصحف الهندية