مرحبـــا

طقس دلهي

29°

تقــارير خـــاصـــة

الهند
في الإعلام العربي

أخبــار من الصحف الهندية | 11 October 2017

حوار خاص مع المفتي العام للجمهورية العربية السورية أثناء زيارته للهند

بقلم: بير زاده عاشق:

تعريب: د. عظمت الله علي

 (نشرت صحيفة دي هندو الإنجليزية اليومية حوارا خاصا مع المفتي العام للجمهورية العربية السورية الدكتور د. أحمد بدر الدين حسون، في نسختها الصادرة في 10 أكتوبر 2017م، يتم نشر مفاده باللغة العربية.)

M SY

المفتي د. أحمد بدر الدين حسون يعتبر أهم شخصية إسلامية في سوريا، وهو يدعم علنا الرئيس السوري بشار الأسد، وله نفوذ كبير على بلاد الشام بأكملها. عقد السيد حسون خلال زيارته الأخيرة إلى الهند، سلسلة من اللقاءات مع مختلف شرائح المجتمع بالإضافة إلى زيارة المعابد والمراكز الإسلامية في دلهي ولكناو وسرينغر.

وفي حوار خاص، تحدث المفتي حسون عن الحرب السورية والفرق بين الغرب والشرق في موقفهم تجاه سوريا، بجانب القضايا المعروضة على العالم الإسلامي في الوقت الراهن. وفيما يلي مفاد الحوار:

السؤال: سوريا تمر بأوقات صعبة، هل هناك إمكانية السلام الآن؟

نحن على أبواب النصر. ونحن ممتنون للغاية ونقدر بدور الهند وروسيا والصين وإيران. بما وقفت هذه الدول كلها إلى جانب سوريا ضد آفة الإرهاب. وإن الذين يدّعون بأن هناك حربا طائفية تجري في سوريا يجب عليهم أن يدققوا أيضا في من يحارب القتال في أماكن مثل ليبيا والصومال واليمن وفلسطين. هل إنهم يصفون هذه الصراعات بأنها طائفية؟ إنني أدعوكم جميعا لزيارة سوريا ورؤية الواقع بأم عينيكم. الناس بحاجة إلى القراءة عن سوريا من جديد.

السؤال: ما هو الدور الذي قد تلعبه الهند في استعادة النظام هناك؟

يود السوريون أن يشكروا الهند على إبقاء سفارتها مفتوحة في بلادنا حتى عندما كان هناك ضغط من قبل بريطانيا والولايات المتحدة حيال إغلاقها. وضغطت هذه البلدان على بلدان أخرى أيضا لإغلاق سفاراتها. ولكن الهند تمسكت بموقفها من سوريا طوال الوقت. لأن علاقاتنا تعود إلى الزمن القديم. أدعو لأن يستمر ذلك. إن سوريا تعيد بناء نفسها. ولن نعتمد على الدول الغربية التي دمرتها. وقبل أسبوعين، قال الرئيس السوري بشار الأسد لجميع السفراء السوريين في اجتماع نادر أنه لا ينبغي لنا الاعتماد على الدول الغربية، ولكن يجب أن ننظر نحو الشرق. الغرب يضع شروطا إذا قدمت أي مساعدة. من ناحية أخرى، إن الشرق لا يقدم مساعدته فقط، بل إنه يرى سوريا كشريك. هذا هو الفرق بين الشرق والغرب.

ونيابة عن الحكومة السورية، أطلب من الشركات ورجال الأعمال الهنود زيارة سوريا. حيث يتواجد هناك كثير من الشركات الصينية والروسية والإيرانية. والهند لديها تفوق تكنولوجي في العديد من المجالات، وإن الزيارات الثنائية هي حاجة الوقت، كما نحتاج أيضا إلى تعزيز الارتباط بين علماء المسلمين هنا وهناك لنرى أنه لايوجد انقسام طائفي. فالناس واحد، وينتمون إلى أمة واحدة هناك.

السؤال: لقد قمت بجولة واسعة في الهند هذه المرة. ما هو الهدف الرئيسي من زيارتك؟

كانت الزيارة من أجل تسليم رسالة سوريا. لأن الأوروبيين يحاولون وصف الحرب في سوريا بأنها حرب طائفية أو دينية. بينما في الواقع، إنها حرب ضد الاستعمار. بدأت مع الحرب في العراق. ثم حاولوا تقسيم بلاد الشام ولبنان على أسس دينية، وهو ما منعنا. وجاءت القوات الجوية الأمريكية والأوروبية من بحار البحر الأبيض المتوسط لاستهداف العراق، ولكن سوريا واجهتها ومنعتها من الذهاب فوق أراضيها. في وقت لاحق، وإنهم جمّعوا 3.5 ألف إرهابي ومرتزقة للدخول إلى سوريا لتدميرها، وتعاونوا مع بعض السوريين الذين لايمثلون أية معارضة. ويستقر هؤلاء الناس في الرياض وأسطنبول والقاهرة وأوروبا.

ويجب أن تبقى المعارضة الصحية داخل البلاد ولكن يجب ألا تستخدم أسلحة ضد الحكومة. قد تمكن الزعيم غاندي جي من تحقيق أهدافه دون أي سلاح. وإذا كانت المعارضة حقيقية، فلا ينبغي لهم أن يدمروا بلدهم، ويجلبوا أطراف خارجية وقوى خارجية بحجة تغيير النظام، ولاسيما عندما كانت هناك حكومة منتخبة.

السؤال: التقيتَ بعلماء المسلمين والهندوس، وزرت المعابد والمراكز الإسلامية خلال هذه الجولة، فكيف كانت الاجتماعات؟

حاولت نشر رسالة واحدة إلى جميع الناس الذين التقيت بهم في مختلف أرجاء الهند، بما في ذلك العلماء المسلمون والهندوس والبوذيون – أننا جميعا أمة واحدة وليس أبناء الطوائف المختلفة أوالمذاهب. لقد طلبت منهم الحفاظ على هذه الأمة قوية وقلت: لا تقعوا فريسة للتطرف. وإن التنوع الذي تتمتع به الهند يعكس ثقافة الهند الغنية. وإنني قمت بزيارة لمعهد إسلامي في مدينة لكناو ومعاهد مماثلة من البوذيين والمسيحيين – وهذا هو الثروة الحقيقية التي تمتلكها الهند. وكلما زادت الهند من ذلك، سيجعل ذلك الثقافة الهندية أكثر ثراء. وأراد الله سبحانه وتعالى أن يرى الكون مثل هذه الثقافة. فيجب أن نجعلها الكون سعيدا، ونسمح للناس أن يستمتعوا بحياتهم. ولنعتبر الجميع كعائلة واحدة، ولقد وجدت هذا المثال في الهند – في الجامعات والمساجد والمعابد.

السؤال: ما الذي يشكل تهديدا أكبر للإسلام اليوم: التطرف أو الانقسام الطائفي؟

أخطر ما نواجه هو أن بعض المسلمين لايفهمون الإسلام الحقيقي، ويبادرون بإصدار شهادات لغير المسلمين. وهم لايمثلون غالبية المسلمين. واليوم، يُنظر الإرهاب والإسلام معا، وهو أمر خاطئ. وإذا علّم الإسلام الإرهاب، فإن أكثر من 1.5 مليار مسلم لن يمارسوه ولن يعيشوا مع الهندوس والبوذيين والمسيحيين في جميع أنحاء العالم. المسلم الحقيقي هو الذي يسهل الحياة، وليس من ينهي الحياة. وكل من يمهد الطريق نحو السعادة هم إخواننا، بغض النظر عن دينهم.

السؤال: كيف يمكن للمسلمين محاربة التطرف السائد في أجزاء كثيرة؟

ثقافة الحوار قد تساعد على إنهاء التطرف. ويجب على وسائل الإعلام الغربية أن تتوقف عن إساءة صورة الإسلام. وينبغي أن نبحث عن أولئك الذين يرعون فكرة التطرف. كما أن هناك من يدعم هذه الفكرة أيديولوجياً ومالياً. وهناك بلدان أيضا تصدر هذه الأيديولوجية إلى العالم الخارجي. ومن هو الذي أعطى الأسلحة لهؤلاء المتطرفين؟ ويجب طرح هذا السؤال على الولايات المتحدة وفرنسا وخاصة ألمانيا وبريطانيا. ويحتل المتطرفون كافة المساجد في بريطانيا، وإذا كان هناك متسامح من العلماء أوالأئمة فيتم طرده من بريطانيا. فإننا بحاجة إلى البحث عن هولاء في تورا بورا (أفغانستان)، في الرياض (المملكة العربية السعودية)، في مانهاتن (الولايات المتحدة). ونحن ندين العنف الذي وقع في أماكن مثل لندن وإسبانيا وما إلى ذلك. لقد حذرنا من عدم نشر هذا الحريق في سوريا والمنطقة، وسيصل هذا الحريق إلى الرعاة أيضا. ونحن نتعاون مع الهند معرفة مصادر الإرهاب.

السؤال: وفي اجتماعك مع رئيسة وزراء جامو وكشمير محبوبه مفتي، وصفتها بنموذج يحتذى، مما أثار استغراب الكثير في كشمير وخارجها. فما هو سياق مرجعك ؟

عندما رأيت رئيسة الوزراء محبوبة مفتي، أتمنى أن تتعلم جميع النساء الهنديات، بغض النظر عن دينهن، ليكون لهن دور أكبر في الحياة والعمل من أجل صون أمتهن. السيدة مفتي هي مثال بحكم أخلاقها وعملها. لم ألتقي بالسيدة مفتي من قبل. وكنت سعيدا بأن المرأة الهندية لها دور في السياسة. وقد أنجبت شبه القارة الهندية أشخاصا مثل بنظير بوتو، إنديرا غاندي.

وقد أوضح نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه أن التعليم ضروري لكل من الرجال والنساء. إذا قمنا بتثقيف النساء، فستنتشر الثقافة إلى الأسرة والمجتمع بأكمله. ولا تخدم المرأة المتعلمة أسرتها فحسب بل تخدم البشرية والأمة جمعاء. وكانت أم المسلمين سيدتنا خديجة، أكبر تاجرة في مكة المكرمة. وسيدتنا فاطمة الزهراء كانت خطيبة وأنتجت شعرا. وأم المؤمنين سيدتنا عائشة كانت تلقي أفضل الخطب. فيجب أن تكون جميع النساء المسلمات مثلهن. وإنني سألت السيدة المفتي أيضا أن تتبع هذه النساء العظيمات وأن تتعلم من الزعيمة بينظير بوتو والزعيمة إنديرا غاندي. كما أنصح جميع النساء في الهند بحماية بلدهن.

السؤال: اخترت زيارة كشمير، التي تمر أيضا بمرحلة صعبة من الصراع.

يجب على أبناء كشمير أن يوحدوا انفسهم، وأن يعارضوا أولئك الذين يرغبون في تقسيم كشمير، وإن كشمير هي أيضا جزء من الأمة. وتنبع قوة كشمير من قوة الهند. هناك قوى تريد تقسيم كشمير وإضعاف الهند.

ثقافة الهند هي كنز للعالم كله، وقد علمتنا الثقافة الهندية دروس التنوع والتوحيد. وإنها حافظت على مواقع التراث الإسلامية والبوذية وما قبل التاريخ، والتي من الصعب إعادة خلقها. ونحن بحاجة إلى أن نتعلم من الهند كيفية تسليم الأجيال القادمة كنزا حقيقيا وليس الكراهية.

أتمنى أن تزدهر كشمير قريبا. وقد جعلت سبحانه وتعالى هذه الولاية جميلة مع الطقس اللطيف. ويجب على أبناء هذه الأرض نشر الحب والسلام في جميع أنحاء العالم. ولن تتحقق أحلام القوى التي تريد تقسيم كشمير وإضعاف الهند. ويمكننا أن نرى الهند الناشئة كقوة عظيمة في شبه القارة الهندية. ولكن لا تدع الأوروبيين أن يقسموكم مرة أخرى. لأن بعضهم مع باكستان وبعضهم مع الهند. وهم لا يحبون الهند ولا باكستان. إنهم يخشون من أي توحيد.

                                                                ***

أخبار الصحف الهندية