مرحبـــا

طقس دلهي

29°

تقــارير خـــاصـــة

الهند
في الإعلام العربي

أخبــار من الصحف الهندية | 24 October 2017

أزمــة الـروهينغيـا: هـل تستطيع الهنــد أن تلعب دوراً ؟

pic of rohingya
 بقلم: أرونيم بهويان
تعريب: عبد الكريم

يرى بعض الخبراء بأنه قد حان الوقت لتتوسط الهند بإيجاد حل لأزمة اللاجئين الروهينغيا ولاسيما في الوقت الذي تقوم فيه وزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراج بزيارة إلى بنغلاديش.

قال راجيف باتيا، السفير الهندي السابق لدى ميانمار، إننى متفائل بزيارة سوشما سواراج، بما تتمتع به الهند من العلاقات الودية مع ميانمار، كما أن الهند لها علاقات ودية وتعاونية مع بنغلاديش أيضا، مما يؤكد أن وزيرتنا صاحبة الرؤية الثاقبة، قد تلعب دورا، لأنه يجب إيجاد حل مستدام للروهينغيا.

وفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة فى بنجلاديش، دخل أكثر من 600 ألف لاجىء البلاد منذ 25 أغسطس حيث أطلق الجيش الميانماري حملاته ضد أقلية الروهينغيا عقب وقوع سلسلة من الهجمات على أفراد من قوات الأمن في إقليم راخين بميانمار.

علما بأن الروهينغيا لايتمتعون بمكانة المواطنة في ميانمار، وتم منحهم صفة لاجئ بحذر في بنغلاديش.

وأضاف السفير السابق باتيا قائلا إنه إذ نشبت المشكلة على أرض ميانمار فينبغي أن يأتي الحل أيضا من نفس الأرض، بحيث يجب على الحكومة الميانمارية أن تهيئ ظروفا خاصا للعودة الآمنة لصالح الاجئين الروهينغيا.

كما يرى خين زاو وين، مدير معهد تامباديبا الذي يقع مقره في مدينة يانغون، والذي يعمل على ترويج السياسة وبناء القدرات في ميانمار، بأنه يجب على الهند أن تلعب دورا. مشيرا إلى أن الأمر الأول الذي قد تضطلع به نيودلهى هو أن تدعو إلى عقد اجتماع ثلاثى الأطراف ـ الهند وبنغلاديش وميانمار، لأن الهند تتمتع بالعلاقات الطيبة مع ميانمار.

مضيفا أن الصين تحاول التوسط، ولكني أفضل أن تعالج الهند هذه القضية، لأنه لايوجد الروهينغيا فى الصين، وهم موجودون في الهند.

يذكر أن هناك حوالي 40 ألف لاجئ من الروهينغا في الهند، ولكن الحكومة الهندية أرسلت رسالة واضحة تنص على أنها غير مستعدة لقبولهم لأسباب أمنية .

وفي السياق ذاته، طلبت المحكمة الدستورية الهندية في 13 أكتوبر الجاري، من الحكومة الهندية المركزية إقامة توازن بين الأمن القومي والمصالح الاقتصادية والاعتبارات الإنسانية نظرا إلى ظروف النساء والأطفال والمرضى وكبار السن من اللاجئين الروهينغيا، وقررت عقد الجلسة القادمة للاستماع إلى القضية في نوفمبر القادم.

وقال المفوض السامي البنغلاديشي لدى الهند سيد معظم علي في وقت سابق من هذا الشهر في لقاء صحفي، إنه يجب على الهند، بصفتها عضوا أساسيا لمبادرة خليج البنغال للتعاون الاقتصادي متعدد القطاعات(Bimstec)، أن تتخذ مزيدا من المبادرات لحل أزمة الروهينغيا. علما بأن الكتلة الإقليمية (Bimstec)  تضم كلا من بنغلاديش وبوتان والهند وميانمار ونيبال وسريلانكا وتايلاند.

وقال السفير الهندي السابق باتيا من جانبه إنه يتعين على الهند أن تؤيد التوصيات التي قدمتها اللجنة الاستشارية بقيادة الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان في تقريره حول الوضع في إقليم راخين فيما يخص معالجة أوضاع العنف الطائفي في ولاية راخين وتعزيز التنمية فى المنطقة. لافتا إلى أن الهند حساسة تجاه القضية والتقرير متوازن جدا.

بينما قال وين أيضا إنني أدعم تقرير الأمين العام السابق كوفي عنان، ولكني أشك في رد الحكومة الميانمارية على ذلك.

وأوضح وين أن اللاجئين الروهينغيا انتشروا في كل من بنغلاديش والهند وماليزيا وتايلاند، ولكن يجب على الحكومة الميانمارية أن تقبل اللاجئين الذين تدفقوا إلى بنغلاديش.

ومن جانبه، رفض وين المؤسسة الاتحادية للمساعدة الإنسانية وإعادة التوطين والتنمية في راخين والتي قامت بإنشائها مستشارة الدولة الميانمارية أونغ سان سو كي، لأنها تدعو ميانمار حكومةً وشعباً إضافة إلى القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية المحلية ومنظمات المجتمع المدني والدول ووكالات الأمم المتحدة، إلى العمل معا.

مؤكدا أن اللاجئين لن يعودوا ما لم يتم ضمان أمنهم. فيجب أن تتقدم الزعيمة سو كي إلى ذلك، لتؤكد للاجئين هذا الضمان. وإن استعادة اللاجئين في راخين في المخيمات ذات الأسلاك الشائكة ليس حلا.

بينما يحمل الباحث في مركز الأبحاث والتحاليل (أوزرفر) كيه. يهوم وهو صاحب كتاب :”ميانمار: هل يستطيع الجنرالات أن يقاوموا بالتغيير”، أراء مختلفة عن دور الهند في هذه القضية.

فمن وجهة نظر الباحث، يجب على الهند أولا معرفة ما إذا كانت تقبل ميانمار وبنغلاديش دور دولة أجنبية، وإلا فأن عرض الوساطة الهندية قد يكون بمثابة نكسة وهزة بالنسبة للهند، في حال عرض الصين الوساطة.

وتطرق الباحث إلى أن الدور الذي قد تلعبه الهند الآن هو بذل المزيد من الجهود ومساعدة بنغلاديش في معالجة هذه الأزمة. كما أرسلت الهند مواد الإغاثة إلى اللاجئين الروهينغيا في بنغلاديش ابتداء من منتصف الشهر الماضي.

وأضاف يهوم قائلا إنه على يقين بأن قضية الروهينغيا ستتصدر المحادثات التي ستجري خلال زيارة وزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراج إلى بنغلاديش.

***

أخبار الصحف الهندية