مرحبـــا

طقس دلهي

29°

تقــارير خـــاصـــة

الهند
في الإعلام العربي

الأخبار | 24 March 2019

السيدة التي أصبحت أيقونة العالم

حمود أبوطالب، عكاظ.

الجمعة ما قبل الماضية كانت مأساوية لأكثر من مليار ونصف مسلم، ولكن الجمعة الماضية كانت بلسما شافيا للقلوب الحزينة الغاضبة من سفك دماء المسلمين في مسجدين بنيوزيلاندا خلال صلاة الجمعة، النجم الذي حول المأساة إلى مواساة عظيمة كان زعيمة اسمها جاسيندا آردرن، وبفضل تعاملها مع الحدث، تحول الشعب النيوزيلندي إلى نجم آخر، بل تحول العالم بأسره إلى حالة إنسانية فريدة تجاه الحدث.

أصغر رئيسة وزراء في تاريخ نيوزيلاندا فعلت ما لم يفعله الزعماء الكبار المخضرمون قبلها، في بلدها وغير بلدها، عندما تواجههم أزمات أقل مما واجهته، العظمة لم تكن في شعورها وأحاسيسها الذاتية النبيلة تجاه الجالية المسلمة فقط، وإنما الأهم هو روح القيادة والزعامة الكاريزما التي مكنتها من جعل الشعب النيوزيلندي يتماهى مع موقفها ويدعمه ليتحول التعاطف إلى تظاهرة وطنية داعمة للتسامح ورافضة للعنف والكراهية والإرهاب والتميز العنصري على أساس الدين والعرق.

زعيمة مثقفة واعية مدركة لكيفية إظهار صورة ناصعة ومقنعة عن ذاتها وشعبها، امتزج في إدارتها للأزمة الجانب الإنساني وذكاء السياسي وشجاعة اتخاذ القرار، خلال الأسبوع كانت حاضرة في المشهد العالمي وهي تدير الأزمة إنسانيا وسياسيا، كانت واضحة منذ اللحظة الأولى في تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية، أكدت أنها عملية لا يمكن وصفها إلا بالإرهاب، واتخذت إجراءات حاسمة في مسألة اقتناء الأسلحة، وتعهدت بحماية الجالية المسلمة، وكانت ذورة أدائها يوم تشييع الضحايا وإقامة صلاة الجمعة الثانية، ذلك المشهد الذي وقف فيه المشهد إجلالا لتلك السيدة وحكومتها وشعبها. والذي يحب أن يقتدى به بقية زعماء العالم في تعاملهم مع مثل هذه الحوادث الكريهة.

هذه السيدة التي لم يسبقها إلى ما فعلته، أي رئيس دولة غربية تجاه المسلمين ووباء الإسلاموفوبيا، تستحق أن تكون أيقونة السلام العالمي، لها حق علينا كمسلمين، أن تحتفي بها المنظمات والهيئات والحكومات في العالم الإسلامي كي نثبت للعالم أننا نحترم ونحتفي بدعاة السلام والتعايش الإنساني، وتحتاج أيضا إلى دعم إسلامي وعالمي لتكون أيقونة نوبل للسلام والمحبة الإنسانية.

نقل عن صحفية عكاظ .

أخبار الصحف الهندية