مرحبـــا

طقس دلهي

35°

تقــارير خـــاصـــة

الهند
في الإعلام العربي

الأخبار | 8 August 2018

الملحقية الثقافية السعودية لدى نيودلهي تعقد ندوة حول اهتمام المملكة برعاية الحج

pic 1

أقامت الملحقية الثقافية السعودية لدى نيودلهي ندوة بعنوان “انطباعات المثقفين الهنود عن الحج واهتمام المملكة العربية السعودية برعاية الحج” اليوم الأربعاء الموافق 8 أغسطس 2018م، في قاعة المكتبة التابعة للملحقية، وذلك في سلسلة من الندوات التي تقيمها الملحقية من حين لآخر بهدف تعزيز العلاقات الثقافية مع المثقفين والأكاديميين في جمهورية الهند.

علما بأن هذه الندوة عقدت ضمن مبادرة سعادة الملحق الثقافي السعودي الدكتور عبد الله صالح الشتوي بغية تعزيز العلاقات الثقافية وتوسعة آفاق التعاون الأكاديمي بين البلدين.

وترأس الأستاذ محمد نعمان خان، رئيس قسم اللغة العربية بجامعة دلهي، هذه الندوة التي أدارها الأستاذ زبير أحمد الفاروقي، فإنه رحب في مستهل أعمال الندوة، بجميع الضيوف والحضور الكرام، كما أنه شكر الجميع على قبول الدعوة لحضور هذه الندوة .

وقدم في هذه الندوة، أربعة باحثين أوراقهم البحثية عن شتى المحاور تحت موضوع الندوة، إذ تحدث الدكتور صهيب عالم، من الجامعة الملية الإسلامية، عما تناوله أصحاب كتب رحلات الحج الهندية، من وصف مدن الحجاز وخلق أهاليها وكذلك وصف حياتهم الاجتماعية والثقافية في مذكرات رحلات الحج.

وتطرق المحاضر إلى سرد أقدم كتب رحلات الحج الهندية مثل جذب القلوب إلى ديار المحبوب للشيخ عبد الحق الدهلوي والذي يعتبر فاتحة لكتب رحلات الحج في الهند، وفيوض الحرمين للشيخ الشاه ولي الله الدهلوي، وسوائح الحرمين للشيخ رفيع الدين المرادآبادي. موضحا أن عدد كتب رحلات الحج في الهند يبلغ حوالي أربعمائة كتاب.

وتحدث المحاضر الثاني الدكتور محمد سليم من جامعة إندرا غاندهي الوطنية، بعنوان: تصوير الحرمين الشريفين في كتب رحلات الحج لبعض المثقفين الهنود، وألقى الضوء على الجوانب الروحانية التي تناولتها كتب رحلات الحج، مستهلا بقوله إن رحلات الحج تعبر عن حب الله وحب رسوله وإنما تتحدث عن الماضي الذي ولد فيه الهدى فملأ الكون ضياء وفم الزمان تبسما وثناء.

كما قدم المحاضر الدكتور محمد سليم بعض أسماء المثقفين الهنود الذين كتبوا رحلات الحج، الذين قاموا بوصف وبتصوير الحرمين الشريفين وما يجاورها من المباني والجبال والنخيل والأودية صدق تصوير، فيما أورد المحاضر كتاب مكتبات حجاز للشيخ السيد سليمان الندوي الذي وصف الحرمين الشريفين بأن مكة المكرمة هي مظهر الجنان والمدينة المنورة هي مظهر الجمال.

ودارت كلمة المحاضر الثالث الدكتور عبيد الرحمن طيب، من جامعة جواهر لال نهرو، حول إمكانية تصنيف رحلات الحج كمصدر لدراسة تاريخ الجزيرة العربية، لافتا إلى: هل يمكن اعتبار كتب الرحلات كمصدر هام للتاريخ أو إنها مجرد كتب تحمل انطباعات ومشاعر وأحاسيس، وتناول المحاضر هذا الموضوع بقدر من التفصيل.

وذكر المحاضر بعض كتب رحلات الحج الهندية ومن أهمها مذكرة رحلة الحج للسيدة نواب سكندر بيغم. والتي ساعدت الملحقية الثقافية السعودية بنقلها من الأردية إلى العربية، وتاريخ الحرمين للشيخ المنصوربوري، وسفر حجاز للشيخ عبد الماجد الدرياآبادي، مبرزا بأن هذه الكتب كلها تشمل ذكر العلماء والمفكرين والباحثين الذين كانوا منابر العلم والفكر، حيث كان يتوافد عليهم الحجاج والعلماء من كافة أنحاء العالم ليتلمذوا عليهم. كما تشير الكتب إلى أن أمراء الحجاز كانوا يستقبلون أمراء الدول الأخرى بكل احترام وحفاوة فكانوا يرشون عليهم ماء الورد ويبخرونهم بالعود والعنبر.

وخص المحاضر بذكر اهتمام المملكة العربية السعودية في الوقت الحاضر برعاية الحج، منوها بأن المملكة تعمل كل ما في وسعها على توفير أفضل التسهيلات للحجاج منذ أن جاء الأسرة السعودية إلى سدة الحكم، حتى قد تغيرت الأوضاع الراهنة من السابقة تماما.

وقارن المحاضر الرابع الأستاذ ولي أختر الندوي، من جامعة دلهي، سفر الحج في الماضي بسفر الحج في الوقت الراهن، مشيرا إلى أن الحجاج كانوا يتوجهون إلى بيت الحرام في الزمن القديم عن طريق السفن والبواخر التي كانت تأخذ فترة تزيد على أسبوعين، فكان الحجاج ينتهزون هذه الفترة كفرصة لما كانت السفن والبواخر بمثابة مدارس دينية عائمة ولم يكن السفر مجرد رحلة بل كان هناك فرصة التلاقي والتفاعل مع العلماء والمفكرين في صفوف المسافرين، فإنهم كانوا يلقون دروسا على الإخاء والمودة والإنسانية في ضوء تعاليم الإسلام السمحاء.

وأعرب المحاضر عن تأسفه لفقدان فرصة السفر بحراً في الوقت الحاضر، ووصف ذلك بأفدح خسارة للحجاج الكرام.

إلى ذلك، سلط الأستاذ الندوي الضوء بشكل خاص، على اهتمام المملكة برعاية الحج وخدمة ضيوف الرحمن، مقارنة بسفر الحج في الزمن القديم حيث لم تكن الطرق آمنة فكان الناس يودعون أهلهم وأقاربهم على نحو كأنهم لن يعودوا من هذا السفر، ولكن الوضع قد تغير منذ أن قامت الدولة العربية السعودية واستتب الأمن في الجزيرة العربية، وتم توسيع الحرمين الشريفين توسيعا لا يمكن وصفه بما تحقق عبر التاريخ الإسلامي العظيم. وتوفر الحكومة السعودية تسهيلات لا يتخيلها الحاج في بلاده، كما تسعى الحكومة لتوفير كافة التسهيلات والتكنولوجيات الحديثة لضيوف الرحمن.

وبعد ذلك، قدم الأستاذ حبيب الله خان، رئيس قسم اللغة العربية بالجامعة الملية الإسلامية، كلمته التي أشاد فيها بجهود الملحقية الثقافية السعودية بنيودلهي، في نشر العلم والثقافة، معربا عن إعجابه لما تقوم به الملحقية ومنتسبوها وعلى رأسهم سعادة الدكتور عبد الله صالح الشتوي، من خدمة العلم وأهله، منوها بأن المملكة العربية السعودية تنفق أموالا طائلة على توفير أفضل الخدمات والتسهيلات لضيوف الرحمن.

وفي نهاية أعمال الندوة، ألقى رئيس الجلسة الأستاذ محمد نعمان خان كلمته الرئاسية، فإنه تقدم في البداية، بشكره البالغ إلى الملحقية الثقافية السعودية على إقامة هذه الندوة العلمية. مشيدا بكافة المقالات التي قدمها أصحابها أمام الحضور حول انطباعات الحجاج الهنود عن الحج واهتمام الممملكة بخدمة الحجاج الكرام.

لفت رئيس الجلسة إلى مقارنة الوضع الراهن في الحرمين الشريفين بوضع الزمن القديم حيث كانت الطرق غير آمنة، ولكن الوضع قد تحسن بسبب اهتمام الدولة السعودية، فيما يرجع الفضل بعد الله جل وعلا، إلى الحكومة السعودية في هذا الشأن.

وفي نهاية المطاف. ألقى سعادة الملحق الثقافي السعودي الدكتور عبد الله صالح الشتوي كلمته التي أعرب فيها عن بالغ الشكر والتقدير لكل من قدم مقالاته، واصفا إياها بأنها جميلة وقيمة، كما شكر سعادته كافة الحضور والمستمعين الكرام أيضا.

وأكد سعادته في كلمته أن اهتمام المملكة العربية السعودية برعاية الحج بدأ من الملك عبد العزيز رحمه الله حتى يومنا هذا. إذ يشهد كل عام توافد ملايين ملايين من الحجاج إلى الحرمين الشريفين، وتهتم المملكة كل اهتمام بتأمين الراحة والأمن للحجاج ، وإنها حريصة على خدمة ضيوف الرحمن كل الحرص ليكون الحج آمنا وجميلا.

وفي ختام كلمته، دعا سعادته العلي القدير أن يكون الحج عملا جميلا هذا العام تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان ليعود الحجاج آمنين وسالمين وغانمين.

الجدير بالذكر أن الندوة شهدت حضور نخبة من الأكاديميين والباحثين من مختلف جامعات دلهي مثل جامعة جواهر لال نهرو وجامعة دلهي والجامعة الملية الإسلامية وجامعة إندراغاندي الوطنية، من أهمهم الأستاذ محمد نعمان خان والأستاذ محمد أيوب الندوي والأستاذ حبيب الله خان والدكتور عبيد الرحمن طيب والدكتور صهيب عالم والدكتور نعيم الحسين الأثري والدكتور محمد سليم والدكتور محمد أجمل والدكتور جسيم الدين.

pic 2             pic 4         pic 3

        pic 1pic 5

أخبار الصحف الهندية